28- ذكر هامان في
القرآن
◘ أنشودة الشمس وتأليه
الفراعنة .
◘ ما الذي أسفر عنه اكتشاف
" بتري " عالم الآثار ؟
◘ كيف اكتشف " بوكاي
" حقيقة هامان كما بينها القرآن ؟
آية قرآنية معجزة
قال الله تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ
لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ
الْكَاذِبِينَ ) ( القصص : 38 )
حقائق ومعجزات
تشير هذه الآية إلى معجزات
عديدة منها :
1- الإعجاز الأول :
تأليه فرعون نفسه ، في قوله ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي )
.
إن
الأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تؤكد أن الفراعنة منذ
الأسرة الرابعة كانوا يصرحون .. ببنوتهم للإله ( رع ) الذي يمثل ( إله الشمس )
عندهم ، والذي كان يعبده قدماء المصريين بل إن اسم ( رع ) دخل في ألقاب الفراعنة ،
مثل ( رع نب ) أي الرب الذهبي ، ولعل أوضح دليل على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما
يقول ( بريستد ) عالم الآثار ، والتي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة الشمس تردد
فيها هوية الملك بإله الشمس ، إن هذه الأنشودة تخاطب مصر ، في تعداد طويل تحت
حماية وسيادة إله الشمس ( الذي يزعمون ) ، فعلى ذلك يُمنح فرعون مصر المنافع نفسها
ولهذا يجب أن يتسلم نفس الهبات من مصر ، ولذا فالأنشودة بأكملها تُعاد بوضع اسم
فرعون أينما يجئ كاسم ( رع ) أو ( حورس ) في الأنشودة الأصلية .
2-
الإعجاز الثاني : هو استعمال الفراعنة الآجر في بناء الصروح ، فقد طلب
فرعون من هامان أن يبني له من الطين المحروق ( الآجر ) صرحاً ، وهذا يُعتبر من
الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم ، فقد ظل الاعتقاد سائداً عند المؤرخين أن الآجر
لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني ، وذلك حسب رأي المؤرخين ، وظل هذا هو
رأي المؤرخين حتى عثر عالم الآثار ( بتري ) على كمية من الآجر المحروق بُنيت به
قبور ، وأقيمت به بعض المنشآت ، ترجع إلى عصور الفراعنة ( رمسيس الثاني ، ومرنبتاح
وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر ) وكان عثوره عليها في موقع أثري غير بعيد من
( بي رعمسيس أو قنعلير ) ، عاصمة هؤلاء الفراعنة في شرق الدلتا .
3-
الإعجاز الثالث : هو الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه " هامان
" ، قال الدكتور " موريس بوكاي " : يذكر القرآن الكريم شخصاً باسمه
" هامان " هو من حاشية فرعون ، وقد طلب إليه هذا الأخير أن يبني له
صرحاً عالياً يسمح له ( كما يقول ساخراً من موسى أن يبلغ رب عقيدته ، وأردت أن
أعرف إن كان هذا الاسم يتصل باسم هيروغليفي ، من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من
وثائق العصر الفرعوني ، ولم أكن لأرضى بإجابة عن ذلك إلا إذا كان مصدرها رجلاً حجة
فيما يخص اللغة الهيروغليفية ، وهو يعرف اللغة العربية الفصحى بشكل جيد ، فطرحت
السؤال على عالم المصريات وهو فرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً ، لقد
كتبت الاسم العلم العربي أي ( هامان ) ولكنني لم أفصح عن إخبار مخاطبي بحقيقة النص
المعني واكتفيت بإخباره أن هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن
السابع الميلادي . وكان جوابه الأول أن هذا الأصل مستحيل ، لأنه لا يوجد نص يحتوي
على اسم علم من اللغة الهيروغليفية وله جرس هيروغليفي ، ويعود إلى القرن السابع
الميلادي ، وهو غير معروف حتى الآن ، والسبب أن اللغة الهيروغليفية نُسيت منذ زمن
بعيد جداً ، بيد أنه نصحني بمراجعة معجم أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة ،
والبحث فيه إن كان الاسم الذي يمثل عندي الهيروغليفية موجوداً فيه حقاً ، لقد كان
يفترض ذلك ، وعند البحث ، وجدته مسطورا في هذا المعجم كما توقعته ، ويا للمفاجأة ،
ها أنا فضلاً عن ذلك . أجد أن مهنته كما عُبر عنها باللغة الألمانية ( رئيس عمال
المقالع ) ولكن دون إشارة إلى تاريخ الكتابة ، إلا أنها تعود إلى الإمبراطورية
التي يقع فيها زمن موسى ، وتشير المهنة المذكورة في الكتابة إلى أن المذكور كان
مهتماً بالبناء .
مما يدعو إلى
التفكير بالمقاربة التي يمكن إجراؤها بين الأمر الذي أصدره " فرعون " في
القرآن ، وبين هذا التحديد في الكتابة . قال تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ
لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ
الْكَاذِبِينَ ) ( القصص : 38 )
0 التعليقات:
إرسال تعليق