Ads Header

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

12- السمع والبصر




12- السمع والبصر

هل تعلم كم مرة ذُكرت كلمة السمع بمشتقاتها فى القرآن الكريم ؟
وكم مرة ذُكرت كلمة البصر بمشتقاتها فى القرآن الكريم ؟
ولم قُدم السمع على البصر فى معظم الآيات ؟
هل تعلم كيف تطورت مراحل السمع والبصر فى الإنسان ؟
وكيف يتم الإبصار ؟

آيات قرآنية معجزة

قال الله تعالى : ( أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( النحل : 78 )
وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) ( المؤمنون : 78 )
وقال تعالى : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) ( السجدة : 9 )
وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) ( الملك : 23 )
وقال تعالى : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ( الإنسان : 2 )

حقائق إحصائية

1- ذُكرت كلمة السمع ومشتقاتها وتصاريفها فى القرآن الكريم 185 مرة .
2- وذُكرت كلمة البصر ومشتقاتها وتصاريفها فى القرآن الكريم 148 مرة .
3- كلمة السمع دلت دائماً على سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات في كل الآيات التي وردت فيها .
4- كلمة البصر دلت على رؤية الأجسام والصور والضوء في 88 آية فقط بينما دلت في باقي المرات على التبصير العقلي والفكري بظواهر الكون والحياة أو بما يتلقاه المرء ويسمعه من آيات وأقوال .
5- يحتوي العصب البصري الواحد على أكثر من مليون ليف عصبي بينما يحتوي العصب السمعي على ثلاثين ألف ليف فقط .
6- تمثل الأعصاب البصرية ثلثي عدد الأعصاب الحسية فى جسم الإنسان .
7- يرد إلى الجسم عن طريق الجهاز السمعي أكثر من 12 % من مجموع المعلومات الحسية ، بينما يرد عن طريق الجهاز البصري حوالى 70 % .

أسباب تقديم السمع على البصر

من حيث التطور :

تتطور الأذن الداخلية للجنين من الصحيفة السمعية ( التي تظهر في آخر الأسبوع الثالث ) بينما تظهر الصحيفة البصرية في أول الأسبوع الرابع من حياة الجنين .
ويظهر في الأسبوع الرابع الكيس الغشائي لحلزون الأذن الذي ينمو طوليا ويلتف لفتين ونصف لفة مكونا الحلزون الكامل في الأسبوع الثامن . ثم تتم إحاطة الحلزون بغلاف غضروفي في الأسبوع الثامن عشر . وينمو حتى يصل إلى حجمه الطبيعي عند البالغين في نهاية الأسبوع الحادي والعشرين . وتصبح الأذن الداخلية جاهزة للقيام بوظيفة السمع المخصصة لها فى الشهر الخامس من عمر الجنين .
ويتمكن هذا الجزء من الأذن منفرداً من التحسس للأصوات ونقل إشاراتها إلى المخ لإدراكها دون أية ضرورة للأذن الوسطى والخارجية .
( الوسطى من الأديم المتوسط  ، والخارجية من الأديم الظاهر ) .
وتتولد عظيمات وعضلات الأذن الوسطى وبوق أوستاكي وغشاء الطبلة والصماخ السمعي الخارجي خلال الأسابيع من 10 – 20 ثم يتم اتصالها بالأذن الداخلية في الأسبوع الحادي والعشرين .
كما يتضح شكل صوان الأذن في بداية الشهر الخامس ويتكامل نموه في الأسبوع الثاني والثلاثين .

أما العين : فلا يتم تكامل طبقتها الشبكية الحساسة للضوء إلا بعد الأسبوع الخامس والعشرين ولا تتغطى ألياف العصب البصري بالطبقة النخاعية لتتمكن من نقل الإشارات العصبية البصرية بكفاءة إلا بعد عشرة أسابيع من ولادة الجنين كما يتبقى جفنا عيني الجنين مغلقين حتى الأسبوع السادس والعشرين من الحياة الجنينية .
يتضح مما تقدم أن الأذن الداخلية للجنين تنضج وتصبح قادرة على السمع في الشهر الخامس .. بينما لا تنفتح العين وتتطور طبقتها الحساسة للضوء إلا في الشهر السابع ، وحتى بعد ذلك لن يكون العصب البصري مكتملاً لينقل الإشارات العصبية الضوئية بكفاءة ولن تبصر العين لأنها غارقة في ظلمات ثلاث .
وثبت علمياً أن الأذن الداخلية للجنين تتحسس الأصوات في الشهر الخامس . ويسمع الجنين أصوات حركات أمعاء وقلب أمه ، ويمكن تسجيل الإشارات العصبية السمعية في هذه المرحلة المبكرة ، ولم تسجل مثل هذه الإشارات في الجهاز البصري للجنين إلا بعد ولادته .
الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يبدأ بسماع الأصوات وهو في رحم أمه قبل ولادته فهو يسمع الأصوات قبل ولادته بأكثر من 16 أسبوعاً .
أما حاسة البصر فهي ضعيفة جداً عند الولادة وتكاد تكون معدومة ، ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام .
يحدث تطور المنطقة السمعية في المخ قبل المنطقة البصرية .
عند النوم والاحتضار ، وعند التخدير والهبوط في ضغط الأوكسجين وعند فقر الدم فى الدماغ ، يفقد المرء حاسة البصر قبل فقدان حاسة السمع .

تأثير السرعة والارتفاع على السمع والبصر :

يولد التسارع والتعجل الشديد عند الطيارين أو رواد الفضاء أثناء الطيران والارتفاع السريع تجاذبا موجباً يؤثر على البصر ويسبب ضباب الرؤية قبل فقدانها تماماً ، والإصابة بالعتمة التامة ، ولا يفقد الطيار في هذه الأحوال حس السمع كله بل يبقى جزءُ كبيرٌ منه لفترة تالية تبقيه باتصال صوتي مع المحطات الأرضية .
مجال السماع 360 درجة .. حيث يتمكن الإنسان من سماع الأصوات التي تصل إلى أذنيه من كل الاتجاهات والارتفاعات .
بينما لو ثبت الإنسان رأسه في موضع واحد فلن يتمكن من رؤية الأجسام إلا في مجال محدود حوالي 180 درجة في المستوى الأفقي ، 145 درجة في المستوى الرأسي . أما مجال إبصار الألوان فأقل من ذلك كثيراً .
أشعة الضوء لا تسير إلا في خط مستقيم ، بينما الموجات الصوتيه تسير في كل الاتجاهات والمستويات .. لذا يمكن السماع عبر الجدران على العكس من الرؤية التي تستحيل عبر الجدران ( غير الشفافة ) .
مراكز السمع في المخ في جهتي المخ ، فإذا أُصيب إنسانُ في جهة ما من مخه ، لن يفقد السمع . على العكس من مراكز البصر بالرغم من وجودها في جهتي المخ .. إلا أنه مع الإصابة في جهة معينة .. يفقد البصر على الناحية الأخرى من الجسم .
المولود الذي يُولد فاقداً لحس السمع يصبح أبكم بالإضافة إلى صممه ولن يتمكن من تعلم النطق والكلام . أما الذي يولد فاقداً لحاسة البصر فإنه يتمكن من التعلم للنطق والكلام بسهولة .

كيف يتم الإبصار ؟

عند النظر إلى صديق مثلاً .. تبدأ سلسلة من العمليات الكيميائية ، يدخل الضوء المنعكس من جسم صديقه إلى عدسة العين بسرعة عشرة تريليون فوتون ( الجزيئات الضوئية ) ، في الثانية ، ثم يمر عبر العدسة والسائل الذي يملأ كرة العين إلى الشبكية ، تحمل الشبكية نحو مليون خلية يطلق عليها المخاريط والعصى . أما العصى فتميز الضوء عن الظلام ، والمخاريط تتحسس الألوان .
نعود إلى المثال .. عند نظر أحدنا إلى صديقه ، تسمح القرنية للضوء بالمرور عبرها .. أما القزحية فتنظم كمية الضوء الوارد إلى العين عن طريق تقليص أو توسيع بؤبؤ العين ( الفتحة الدائرية في الوسط ) .
عندما تصل الفوتونات إلى العين تبدأ سلسلة من التفاعلات الكيميائية أول جزئ يتعامل معها يسمى ( سيس رينتال 11 ) وهو جزئ حساس للفوتونات .. يتغير شكله ، مما يؤدي إلى تغير في شكل بروتين الريدوسين الذي يرتبط به بإحكام . فيتخذ بروتين الريدوسين بعد ذلك شكلاً يسمح له بالالتصاق مع بروتين آخر في الخلية يُطلق عليه ترانسدوسين وقبل أن يتفاعل ترانسدوسين مع الريدوسين يرتبط مع جزئ آخر يُدعى ( جيد بي كيه gdpk ) عندما يتصل الريدوسين مع ترانسدوسين يُحرر جزئ gdpk ويرتبط مع جزئ آخر يطلق عليه ( جي تي بي GTP ) ويطلق على العقدة المتشكلة اسم ( ترانسدوسين ريدوسين جي تي بي ) وهذا يؤدي إلى تفكيك بروتين آخر في الخلية يدعى egmp ويؤدي ذلك إلى انخفاض تركيز egmp على قنوات الأيونات في الخلية . مما بؤدي إلى انخفاض عدد أيونات الصوديوم .. يؤدي هذا إلى اختلاف في توازن الشحنات عبر الغشاء ، مما يؤثر ويثير الخلايا العصبية المرتبطة مع هذه الخلايا ليتشكل ما نطلق عليه النبضات الكهربائية .
تحمل الأعصاب النبضات إلى المخ وهناك تحدث الرؤية . باختصار يلمس الفوتون الواحد خلية واحدة وعبر سلسلة من التفاعلات تتولد عن الخلية نبضة كهربائية والحقيقة المذهلة أن هذه العمليات تتم في أقل من 1 على 1000 من الثانية .


0 التعليقات:

إرسال تعليق