Ads Header

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

29- مساكن قود عاد




29- مساكن قود عاد

مساكن قوم عاد .. حقيقة .. لا خرافة !!
هل سمعت عن " نيكولاس " .. والمدينة الأسطورية ؟
وماذا عن بيرترام ، وأرابيا فيليكس ؟
وكالة " ناسا " الفضائية ، وصور للمدينة الأسطورية !!

آيات قرآنية معجزة

قال الله تعالى : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ( الأحقاف : 21 )
وقال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ) ( الفجر : 6 – 8 )

في رحاب التفسير

قال ابن كثير : يقول تعالى مسلياً نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) في تكذيب من كذبه من قومه ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ ) وهو هود عليه السلام ، بعثه الله – عز وجل – إلى عاد الأولى ، وكانوا يسكنون الأحقاف ( جمع حقف ) وهو الجبل من الرمل ، قال ابن زيد ، وقال عكرمة : الأحقاف : الجبل والغار . وقال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : الأحقاف واد بحضرموت يدعى برهوت تلقى فيه أرواح الكفار ، وقال قتادة : ذُكر لنا أن عاداً كانوا حياً ( أي حيا من الأحياء ) باليمن ، أهل رمل ، مشرفين على البحر بأرض يُقال لها الشحر .
( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ) لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشاً ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم ( ذَاتِ الْعِمَادِ ) قال ابن زيد : بنوا عمداً بالأحقاف لم يُخلق مثلها في البلاد ، قال ابن كثير : فعلى كل قول سواء كانت العماد أبنية بنوها أو أعمدة بيوتهم أو سلاحاً يقاتلون به أو أطوال الواحد منهم ، فهم قبيلة وأمة من الأمم وهم المذكورون في القرآن في غير ما موضع ، المقرونون بثمود كما ها هنا ، والله أعلم .
لقد حدد القرآن الكريم أن قوم عاد بنوا مدينة اسمها ( إرم ) ووصفها بأنها مدينة عظيمة لا نظير لها في تلك البلاد وحدد القرآن مكان قوم عاد في الأحقاف ، ولم يعين القرآم موقعها . ولقد ذكر المؤرخون أن عاداً عبدوا أصناماً ، ولقد دعا هود قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام ، لأن ذلك سبيل لاتقاء العذاب يوم القيامة ، لكنهم كذبوه ، واحتقروه وسفهوه ، ولكن ذكرهم بأنه رسول رب العالمين لا يريد إلا النصح والإرشاد ، لا الأجر والثواب منهم ، وتابع هود نصحه وإرشاده لهم وقال : هل أثار تعجبكم واستغرابكم أن يجيئكم إرشاد من ربكم على لسان رجل منكم وتحل بكم سوء العاقبة بسبب الضلال الذي أنتم عليه ؟ ألا تذكرون أن الله جعلكم زارثين للأرض من بعد قوم نوح الذين اهلكهم الله بذنوبهم وزرادكم قوة في الأبدان وقوة في السلطان ، وتلك نعمة تقتضي منكم أن تؤمنوا بالله وتشكروه ، لا أن تكفروا به ، ( أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( الأعراف : 69 )
ويحدث القرآن أن قوم هود لم يقوموا بحق الشكر لنعم الله عليهم بل انغمسوا في الشهوات وتكبروا في الأرض ، فقال لهم هو : ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ( الشعراء : 128 – 135 ) .
وأشارت الآيات إلى أن قوم عاد كانوا مشهورين ببناء الصروح العظيمة والقصور الفارهة ، ولما عصوا رسولهم أنزل الله – تعالى – عليهم العذاب ، وذلك بأن أرسل عليهم ريحاً عاصفة محمولة بغبار وأتربة غمرتهم وقضت عليهم ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) ( الحاقة : 6 )
وأهم النقاط التي تطرق القرآن لذكرها في قصة هود :
1- أن قوم هود كانوا يسكنون في الأحقاف ، والأحقاف هي الأرض الرملية ولقد حددها المؤرخون بين اليمن وعمان .
2- كان لقوم عاد بساتين وأنعام وينابيع .
3- أن قوم عاد بنوا مدينة عظيمة تُسمى ( إرم ) ذات قصور شاهقة لها أعمدة ضخمة لا نظير لها في تلك البلاد .
4- أنهم كانوا يبنون القصور المترفة والصروح الشاهقة ( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) ( الشعراء : 129 ) .
5- أُرسل عليهم ريح صرصر عاتيه لما كذبوا رسولهم هوداً عليه السلام .

حقائق ومعجزات

1- في بداية عام 1990 م امتلأت الجرائد العالمية الكبرى بتقارير صحفية تعلن عن ( اكتشاف مدينة عربية خرافية مفقودة ) ( اكتشاف مدينة عربية أسطورية ) ( أسطورة الرمال " عبار " ) والأمر الذي جعل هذا الاكتشاف مثيراً للاهتمام هو الإشارة إلى تلك المدينة في القرآن الكريم ، ومنذ ذلك الحين ، فإن العديد من الناس الذين كانوا يعتقدون أن عاداً التي روى عنها القرآن الكريم أسطورة وأنه لا يمكن اكتشافها ، ولم يستطيعوا إخفاء دهشتهم أمام ذلك الاكتشاف ، وقد اكتشف عالم الآثار ( نيكولاس كلاب ) تلك المدينة الأسطورية ( كما اعتقدوا ) التي ذُكرت في القرآن الكريم ، وقد ألف الباحث الإنجليزي ( بيرترام توماس ) كتاباً عام 1932 م عنوانه ( أرابيا فيليكس ) وهذا الاسم هو الاسم الروماني للجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية والتي تضم اليمن والجزء الأكبر من عمان أطلق اليونان على تلك المنطقة اسم ( العرب السعيد ). وأطلق عليها علماء العرب في العصور الوسطى اسم ( اليمن السعيدة ) .
وسبب تلك التسميات أن السكان القدامى لتلك المنطقة كانوا أكثر من في عصرهم حظاً ، وأسهب الباحث الإنجليزي ( توماس ) في وصف تلك القبائل ورغم أنه اكتشف آثاراً لمدينة قديمة اسستها واحدة من تلك القبائل ، أطلق عليها العرب اسم ( عُبار ) ، وبعد أن راجع ( كلاب ) ما كتبه الباحث الإنجليزي ، اقتنع بوجود تلك المدينة المفقودة ، واستخدم طريقتين لإثبات وجود مدينة ( عُبار ) .
أ- عندما وجد اُار التي ذكرها البدو موجودة بالفعل ، قدم طلباً للالتحاق بوكالة ( ناسا ) الفضائية ليتمكن من الحصول على صور لتلك المنطقة بالقمر الصناعي ، وبعد عناء طويل في إقناع السلطات بأن يلتقط صوراً للمنطقة .
ب- قام ( كلاب ) بدراسة المخطوطات ةالخرائط القديمة بمكتبة ( هانتيجتون ) بولاية كاليفورنيا . بهدف الحصول على خريطة المنطقة ، وبعد فترة من البحث وجد خريطة رسمها ( بطلمي ) عام 200 ميلادية ، وهو عالم جغرافي يوناني مصري ، وتوضح الخريطة مكان مدينة قديمة اُكتشفت بالمنطقة والطرق التي تؤدي إلى تلك المدينة . وفي الوقت نفسه تلقى أخباراً بالتقاط وكالة ناسا الفضائية للصور التي جعلت بعض آثار القوافل مرئية بعد أن كان من الصعب تمييزها بالعين المجردة .
وبمقارنة تلك الصور بالخريطة القديمة التي حصل عليها ، توصل ( كلاب ) أخيراً إلى النتيجة التي كان يبحث عنها ، ألا وهي أن الآثار الموجودة في الخريطة القديمة تتطابق مع تلك الصور التي التقطها القمر الصناعي ، وأخيراً تم اكتشاف مكان المدينة الأسطورية التي ظلت طويلاً موضوعاً للقصص التي تناقلتها أسن البدو ، وبعد فترة وجيزة بدأت عمليات الحفر ، وبدأت الرمال تكشف عن آثال المدينة القديمة ، ولذلك وُصفت بأنها ( أسطورة الرمال " عُبار " .
2- قال الدكتور ( زارينز ) ، وهو أحد أعضاء فريق البحث وقائد عملية الحفر ، إنه بما أن الأعمدة الضخمة تُعد من العلامات المميزة لمدينة " عُبار " وحيث إن مدينة " إرم " وُصفت في القرآن بأنها ( ذَاتِ الْعِمَادِ ) أي الأعمدة الضخمة فإن ذلك يُعد دليلاً على أن المدينة التي اُكتشفت هي مدينة " إرم " التي ذُكرت في القرآن الكريم ، والتي أُنشئت لتكون فريدة حيث يظهر العديد من الأعمدة التي غُطيت بالذهب أو صُنعت من الفضة رائعة المنظر .
3- إن الذي يسافر إلى جزيرة العرب يلاحظ انتشار الصحارى بكثرة في معظم المناطق باستثناء المدن والمناطق التي زُرعت لاحقاً ، ولكن القرآن الكريم يذكر أن هذه الصحارى كانت يوماً ما جنات وعيوناً ، ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ) ( الشعراء : 132 و 133 )
وبقد كشفت السجلات التاريخية أن هذه المنطقة تعرضت إلى تغيرات مناخية حولتها إلى صحارى ، والتي كانت قبل ذلك أراضي خصبة منتجة ، فقد كانت مساحات واسعة من المنطقة مغطاة بالخضرة ، كما أخبر القرآن الكريم ، ولقد كشفت صور الأقمار الصناعية التي التقطها أحد الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضائ الأمريكية ( ناسا ) عام 1990 م عن نظام واسع من القنوات والسدود القديمة التي استُعملت في الري في منطقة قوم عاد والتي وُصفت بأنها كانت قادرة على توفير المياه إلى 000و200 شخص .
4- كما تم تصوير مجرى لنهرين جتفين قرب مساكن قوم عاد وقال أحد الباحثين : لقد كانت المناطق التي حول مدينة مأرب خصبة جدا ، ويعتقد أن المناطق الممتدة بين مأرب وحضرموت كانت كلها مزروعة .
5- كما وصف الكاتب اليوناني ( بليني ) هذه المنطقة أنها كانت ذات أراض خصبة جداً وكانت جبالها تسكوها الغابات الخضراء وكانت الأنهرا تجري من تحتها .
6- ولقد وُجدت بعض النقوش في بعض المعابد القديمة قريباً من حضرموت تُصور بعض الحيوانات مثل الأسود التي لا تعيش في المناطق الصحراوية وهذا يدل دلالة قاطعة على أن المنطقة كانت جنات .
7- أما سبب اندثار حضارة حضارة عاد ، فقد فسرته مجلة ( ما انتريسيه ) الفرنسيه التي ذكرت أن مدينة " إرم " أو " عُبار " قد تعرضت إلى عاصفة رملية عنيفة أدت إلى غمر المدينة بطبقة من الرمال ، وصلت سمكها إلى حوالي 12 متراً ، وهذا مصداق قوله تعالى : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ) ( فصلت : 16 ) .


0 التعليقات:

إرسال تعليق