Ads Header

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

21- النوم آية




21- النوم آية

◘ كيف ينام الإنسان ؟
◘ وما هي الآثار الجانبية والأضرار المترتبة على عدم النوم ؟

آية قرآنية معجزة

قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) ( الروم : 23 )

في رحاب التفسير

قال ابن كثير : ومن الآيات ما جعل الله من صفة النوم بالليل والنهار فيه تحصيل الراحة وسكون الحركة وذهاب الكلال والتعب ، وجعل لكم الانتشار والسعي في الأسباب والأسفار في النهار .. وهذا ضد النوم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) .

حقائق علمية

كيف تتم عملية النوم ؟ وما السبب فيها ؟

1- الغدة الصنوبرية بالمخ تقوم بوظيفة ناقل عصبي .. تلقى بإفرازاتها ( الهرمونية ) في الدم .. وحيث إنها تتلقى معلومات دورية عصبية ودية تنشأ عن تأثير الضوء المحيط على شبكية العينين ، واستجابة لهذه المعلومات ونتيجة لعمل مركب :  ( 5- Hydroxy Indol – o – Methyl Trans Ferase )
والذي يوجد بكمية كبيرة فقط في هذه الغدة يتركب الميلاتونين الذي لم يُكتشف إلا في عام 1958 م ، ويفرز في مجرى الدم والسائل الدماغي الشوكي .. ويعمل على الدماغ مؤثراً على عدة أحداث فيسولوجية مثل : البلوغ والتبويض والنوم . ويمكن أن يكون له تأثير مثبط على وظائف الغدة الدرقية ، وقشر الكظر والسلوك ، وعلى التخطيط الكهربي للمخ .

2- نظرية النوم الكيميائية : إن الجسم أثناء نشاطه العضلي والعصبي في حالة اليقظة ومن خلال العمليات الكيماوية الحيوية وعمليات الاستقلاب واحتراق الطاقة المختلفة ، ومن خلال هذه السلسلة من الأنشطة والانفعالات فإنه يتشكل فيه العديد من الفضلات والسموم : " أو المواد السامة " أو " المستقبلات الناهية " وتسمى أيضاً " سموم منومة " أو " مواد متعبة " .
 تزداد تدريجياً في الدم ، وفي السائل الدماغي الشوكي ، وتتركز عند الدماغ أو الجهاز العصبي .. لاسيما حذاء التشكيلات الشبكية بمقدار يكبح نشاطهما فيشعر الإنسان بالخمول والنعاس .. ثم تزداد حتى يحدث النوم .
وأثناء النوم يتخلص الجسم من هذه النواتج الضارة عن طريق انحلالها وتأكسدها فيستعيد الجهاز العصبي نشاطه ، وعندها يستيقظ الإنسان .
سؤال هام : ما هي هذه المستقبلات الناهية أو السموم المنومة ؟
قال متشينكوف ( تلميذ باستور ) : رأى بعضُ من درس هذا الموضوع أن عمل الأعضاء يُولد مواد سماها " بوتوجين " تجلب الشعور بالنوم ، وقال : إنها تتجمع باليقظة ، وتنحل بالنوم بواسطة التأكسد .

3- النظرية الموضعية للنوم :

في القرن الماضي كان جراحو الأعصاب يجرون عملياتهم الجراحية بالمخ دون الاستعانة بالتخدير ، وأثناء وجود المريض في حالة يقظة وخلال هذه العمليات شاهدوا أن المريض المتيقظ يستسلم فجأةً للنوم في حالات معينة عندما تمس أدواتهم الجراحية تجمعا معينا من الخلايا العصبية الموجودة في بعض المناطق العميقة داخل المخ ، ودفعتهم هذه المشاهدات إلى افتراض وجود " مراكز النوم " فلابد أن تكون تجمعات من الخلايا العصبية مسئولة عن النوم ومسيطرة عليه ، وإلا فلماذا ينام المتيقظ عندما تمس تلك التجمعات !!

أضرار الحرمان من النوم

قام مركز لأبحاث النوم ( تابع لجامعة لوبروق للتكنولوجيا في وسط إنجلترا وعلى بعد 100 كيلو شمال لندن ) بدراسة أضرار الحرمان من النوم ومظاهرها .

مظاهر الحرمان من النوم

1- ضعف المنشطات والاستجابات .
2- القلق والتوتر والأرق ، والتهيج العصبي ، وشرود الذهن .
3- إمكانية حدوث نوبات من الصرع والجنون ..
4- ضعف الرؤية واضطرابها .. فربما تبدو الأشياء المرئية كما لو كانت مزدوجة .
قام مركز أبحاث النوم التاسع بجامعة ( أوهايو ) في أمريكا : بحرمان بعض المتطوعين من النوم لمدة خمسة أيام متتالية ولاحظ الآتي :
1- كان بعض المتطوعين في حالة عجز شبه كامل عن الحركة .
2- انخفضت قدرتهم على التفكير ووضع القرارات إلى أدنى مستوى لها .
3- صدرت عنهم هلوسة شبيهه بهذيان المحموم .

تغيرات الجسم الفسيولوجية أثناء النوم

1- تباطؤ النبض أثناء النوم .
2- انخفاض الضغط الدموي بمقدار 20 – 25 ملم زئيق .
3- التنفس : يصبح أبطأ حركة ، وأطول وأعمق .. ويميل إلى الانتظام . ولاسيما عند الأطفال والشيوخ .
4- يصبح الدم أكثر حموضة .
5- يمتص الجسم 33 % خلال ساعات الليل ، في حين أنه يمتص 67 % من مجموع الأوكسجين الضروري ساعات النهار .
6- ويخرج الجسم 42 % من غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء ساعات الليل ، 58 % في النهار .
7- انخفاض طفيف بدرجات الحرارة .
8- ارتخاء عضلي أثناء النوم .
9- الحركة المعدية والمعوية ( حركات الهضم ) تخف وتتباطأ أثناء النوم .
10- تناقص تكوين وإفراز العصارة المعوية والمعدية الهاضمة .
11- تناقص نشاط الكبد والبنكرياس .
12- تناقص نشاط بعض الغدد الأخرى .. كغدد الوجه ، حيث يقل إفرازها ويقل اللعاب ويجف الفم . والاستثناء الوحيد هو زيادة نشاط الغدة الدرقية .
13- انخفاض معدل التمثيل الغذائي بمقدار 10 – 15 % عن معدله في حالة اليقظة .
14- تقليل إفراز الكليتين للبول .. حيث يقل إرواء الدم للكليتين .
15- انخفاض مستوى الكالسيوم بينما يزداد مستوى الماغنسيوم بالدم مما يؤدي إلى كبت النشاط العصبي والعضلي في الجسم ، فيتوقف هذا النشاط مؤقتاً .
16- تناقص مستوى الهرمونات بالدم ( ومنها هرمونات الغدة الكظرية ) باستثناء الإنسولين .. مما يؤدي إلى نقص الجلوكوز بالدم .
17- استرخاء عضلات العنق فيهوم الناعس وسنود ، ويسير الاسترخاء إلى عضلات أخرى ، ويزيد كلما سرى النوم في الجسم وزاد .. وتفقد سيطرة الإرادة على العضلات ( المخططة ) فتسترخي ، ويقل فيها درجة التوتر العضلي إلا أنها تحتفظ بشئ من الفاعلية ..

النوم علاج

استبط العالم ( بافلوف ) طريقة لمعالجة الأمراض بالنوم .. فكان يُهيئ للمريض فراشاً وثيراً ، وبعيداً عن النور والضوضاء ، ثم يعطيه أدوية منومة بجرعات معينة ، يظل بعدها المريض في سبات عميق مستمر .. لمدة ثلاثة أسابيع لا تقطعه إلا فترات قصيرة من اليقظة ، كافية لتناول الغذاء وإخراج الفضلات من بول وبراز .. حيث يعود بعدها المريض إلى النوم بإعطائه جرعة الدواء المنوم .. ولقد لفت انتباه ( بافلوف ) ما أكده المرضى بعد شفائهم من المرض وعودتهم إلى الصحة ، قالوا : إنهم يشعرون وكأنهم قد عادوا سنين إلى الوراء .

التجربة على كلب

اختار ( بافلوف ) كلباً مسناً ( بلغ من العمر 14 سنة ) وهو عادة أقصى ما يصل إليه الكلب من العمر .. وكانت أعراض الشيخوخة والهرم ظاهرة عليه .. فهو لا يرى إلا قليلاً ( شبه أعمى ) ، ويسمع قليلاً ، وفروته باهته اللون ، غير مكترث أو منتبه لما يحدث بالقرب منه ، بطئ الحركة ..
أخذه ( بافلوف ) وعالجه بالنوم المستمر لمدة ثلاثة أشهر أعطاه خلالها جرعات من الدواء المهدئ ( فينو باربيتال ) ودون أن يوقظه إلا في فترات معينة لتناول الطعام وقضاء الحاجة .. وهكذا لمدة ثلاثة أشهر ..
النتيجة : تحول الكلب العجوز المسكين إلى كلب شاب نشيط ..
أصبح الآن يقفز ، ويهرول ، وفروته عاد إليها لونها ولمعانها كأيام الشباب .


0 التعليقات:

إرسال تعليق