Ads Header

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

24- غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون




24- غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون

◘ هل غُلبت الروم حقاً ؟
◘ أين غُلبت الروم ؟
◘ معجزة تاريخية ، وهزيمة الإمبراطورية الفارسية !!
◘ متى غلبت الروم الفرس ؟

آيات قرآنية معجزة

قال الله تعالى : ( الـم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ( الروم : 1- 6 )

في رحاب التفسير

قال ابن كثير : نزلت هذه الآيات حين تغلب سابور – ملك الفرس – على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة ، وأقاصي بلاد الروم فاضطر هرقل – ملك الروم – للهروب حتى ألجأه إلى القسطنطينية وحاصره فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة لهرقل .
قال السعدي : كانت الفرس والروم في ذلك الوقت من أقوى دول الأرض ، وكان بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة ، وكانت الفرس مشركين يعبدون النار ، وكان الروم أهل كتاب ينتسبون إلى التوارة والإنجيل وهم قرب إلى المسلمين من الفرس ، فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس ، وكان المشركون – لاشتراكهم والفرس في الشرك – يحبون ظهور الفرس على الروم ، فظهر الفرس على الروم ، فغلبوهم غلباً لم يحط بملكهم بل بأدنى أرضهم ففرح بذلك مشركو مكة وحزن المسلمون ، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس.

معجزة تاريخية

كانت هذه الأيام في عام 620 م بعد سبع سنوات تقريباً من هزيمة الإمبراطورية على يد الفرس الوثنيين ، وقد أشارت الآية إلى أن الروم البيزنطيين سوف يحرزون النصر في معركة أخرى قريبة ، وبالفعل فقد عانى الروم البيزنطيون حينها من خسائر جسيمة جعلت أمر إمبراطوريتهم على المحك ، ولذلك كان من المستبعد انتصارها مرة أخرى ، فلم يكن الفرس فقط هم الخطر الوحيد الداهم ، بل كان معهم أيضاً الآفار ، والسلاف ، واللومبارديون فقد وصل الآفار إلى أسوار القسطنطينية ، فأمر إمبراطور البيزنطيين آنذاك ( هرقل ) أن يصهروا الذهب والفضة التي في الكنائس ، وتُحول إلى أموال تُغطي الجيش ( تكاليف الحرب ) ، فلم يكن ذلك كافياً ، فأذيبت التماثيل البرونزية وحُلت إلى اموال ، مما ألب الكثير من الولاة ضد هرقل ، ووصلت الإمبراطورية إلى مشارف الإنهيار ، فقد غزا الفرس الوثنيون كلا من وادي الراخوين ، وكليليكيا ، وسوريا ، وفلسطين ، ومصر التي كانت من قبل تحت الحكم البيزنطي ، وباختصار ، فإن الجميع كانوا يتوقعون أن تدمر الإمبراطورية البيزنطية ، ولو نزلت الآيات الأولى فى سورة الروم – في تلك اللحظات – لتُعلن أن الإمبراطورية البيزنطية سوف تُحرز النصر في غضون بضع سنوات من هزيمتها ، وهذا النصر بدا مستحيلاً في أعين العرب المشركين إلى درجة دفعت بهم إلى السخرية من الآيات القرآنية ، وظنوا لأن هذا النصر الموعود في القرآن لم يتحقق ، وبعد ما يقارب السبع سنوات من نزول الآيات من سورة الروم ، وفي الشهر الثاني عشر من عام 627 م وقعت معركة حاسمة بين الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية ، وهزم البيزنطيون الفرس هزيمة غير متوقعة وربحوا المعركة ، وبعد أشهر قليلة توصل الفرس إلى معاهدة مع الروم أجبرتهم على إعادة الأراضي التي استولوا عليها .

(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ )

هناك وجه إعجازي آخر في هذه الآيات ، وهو أنها تقرر حقيقة جغرافية لم تكن معروفة عند أحدً في ذلك الوقت ، فالآية الثالثة من سورة الروم تُخبرنا أن الروم كانوا قد خسروا المعركة في أدنى الأرض ، والمثير للاهتمام أن أهم مراحل الحرب التي كانت بين الفرس والروم وأسفرت عن هزيمة الروم وخسارتهم مع الفرس ، حدثت في أكثر مناطق العالم انخفاضاً في حوض البحر الميت ، الذي يقع في منطقة تقاطع بين سوريا والأردن وفلسطين ويبلغ مستوى سطح الأرض هناك 395 متراً تحت سطح البحر ، مما يجعل هذه المنطقة فعلاً أدنى الأرض ، ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى حوض البحر الميت لم يكن ليُقاس في غياب تقنيات القياس الحديثة ، ولذلك كان من المستحيل أن يعرف أي شخص في ذلك الوقت أن هذه المنطقة أكثر المناطق انخفاضاً في العالم .


1 التعليقات:

Unknown يقول...

وفقكم الله

إرسال تعليق