Ads Header

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

30- اليهود ... والتحالف مع الأقوى




30- اليهود ... والتحالف مع الأقوى

لم يتحالف اليهود مع الأقوى ؟
وهل هناك أمثلة واقعية من تحالف اليهود مع الأقوى ؟
القرآن يسجل الحقيقة قديماً ... والتاريخ يشهد بها حديثاً .

آية قرآنية معجزة

قال الله تعالى : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) ( آل عمران : 12 )

في رحاب التفسير

قال ابن كثير : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ) أي ألزمهم الله الذل والصغار أينما كانوا ، فلا يؤمنون ( إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ ) أي بذمة من الله وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم وإلزامهم أحكام الملة ( وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) أي أمان منهم لهم كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة . قال ابن عباس : ( إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) أي بعهد من الله وعهد من الناس ، كذا قال مجاهد وعكرمة وغيرهم . وقوله : ( وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ) أي أُلزموا ، فالتزموا بغضب من الله وهم يستحقون ، ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ )  أي أُلزموها قدراً وشرعاً .

حقائق تاريخية

1- اليهود قوم انتهازيون وصوليون يتملقون الأقوياء ويتحالفون معهم من أجل خدمة أهدافهم ، فحين ظهر قورش الفارسي في بلاد فارس وأصبح قوة جبارة ساعده اليهود واعتبروه مخلصاً ربانياً لهم ، بل وصفوه بالمسيح المنتظر .
2- وعندما كانت العلاقات بين الكلدانيين والمصريين متوترة ومنذرة بالاصطدام قدر اليهود أن النصر سيكون حليف الصمريين ، لذلك سارعوا للتحالف معهم ، وخالفهم في ذلك ( أرميا الكاهن ) فقد كان اعتقاده أن النصر سيكون من نصيب بختنصر وجيشه ، ولما انتصر جيش بنتصر اقتحم بختنصر القدس وساق اليهود أسرى إلى بابل ، وقدر لأرميا موقفه فترك له الحرية في البقاء أو الهجرة .
3- وحين برز المسلمون كقوة عالمية ، سارع اليهود للتحالف معهم وكسب ودهم ، بل راحوا يتجسسون على الروم وغيرهم ، وفي الأندلس استقبلوا المسلمين ، فلما خرجوا كانوا معهم ، واستقروا في أقطار المغرب وتركيا ، فلما أفل نجم المسلمين ، راحوا يتجسسون عليهم لمصلحة الاستعمار الغربي ، بل راحوا يُغرونه بالغزو ، وحين سطع نجم ( هولاكو ) في المشرق كاتبه اليهود ( يهود بغداد ) وحالفوه وقدموا له المال والمشورة قبل أن يصل إلى بغداد ، فلما دخلها وقتل الخليفة ، ومليوناً من المسلمين سلم اليهود ، ولم يقتل منهم أحداً . كما سلمت أموالهم من النهب والسلب .
4- وفي العصر الحديث ابتدأ رهانهم على فرنسا فحالفوها ، وراحوا يتعلمون الفرنسية ، ويعملون في خدمة النفوذ الفرنسي ، فلما برزت إنجلترا قوة جديدة ، تحولوا إليها ، وربطوا مصيرهم بها ، وراحوا يغرون الإنجليز باستعمار فلسطين وغيرها ، واتخذوا من ( لندن ) مقراً لحركتهم ونشاطهم ، فلما توحدت ألمانيا وبرزت كقوة سياسية ، تركوا لندن ، واتجهوا إلى ( برلين ) وقام بعضهم بترجمة التوارة للألمانية ، كما راحوا يتعلمون الألمانية ، ويعقدون المؤتمرات هناك ، ويكتبون بالأمانية كافة القرارات ، وبقي الحال هكذا حتى بعد ظهور ( هتلر ) ، حيث ظلوا على صلة به ، يحاولون استثمار كرهه للمساعدة في الهجرة إلى فلسطين كما في كتاب ( الصهيونية في زمن الدكتاتورية ) لكاتبه اليهودي ( ليني بوينر ) والذي قام بترجمته والتقديم له ( د . محجوب عمر ) ، وأصدرته مؤسسة البحوث العربية ، وقد كشف الؤلف عن وثيقة باسم ( أنقرة ) وفيها أدلة على اتصال الإرهابي ( شتيرن ) صاحب العصابة التي حملت اسمه ، وقد قام بالاتصال أولاً بالفاشيين الإيطاليين ثم الوقوف جانبهم بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل وكان هذا عام 1940 م حين كان نجم المحور في صعود وانتصاراتهم تدوي في العالم وخسارتهم للحرب تبدو بعيدة جداً . ففي عام 1940 م جرى اتصال بيهودي يعمل مع الشرطة البريطانية في القدس وكان عميلاً لموسليني ، وكان الاتفاق يقضي بأن يعترف ( موسليني ) بدولة عبرية في فلسطين ، وفي مقابل ذلك يحارب اليهود إلى جانب المحور ، وأرسل ( شتيرن ) نفتالي لونستيك إلى بيروت ، وفي كانون الثاني 1941 م قابل لونستيك الألماني ( رودلف ) روزين وأوتوفرن الذي كان مسئولاً عن الإدارة الشرقية في الخارجية الألمانية ، وكانت جماعة ( شتيرن ) لا يزالون يعتبرون أنفسهم ( الأرجون الحقيقي ) ولم يتبنوا اسم المقاتلين من أجل الحرية إلا فيما بعد حيث حصل الانشقاق ، وفي الوثيقة قالت مجموعة ( شتيرن ) للنازيين : إن جلاء اليهود عن أوروبا هو شرط مسبق لحل المسألة اليهودية ، وهذا لا يمكن إلا من خلال إقامة الدولة اليهودية ، وفي حدودها التاريخية وإن المصالح المشتركة يمكن أن تكون في إقامة نظام جديد في أوروبا متوافق مع المفهوم الألماني والطموحات القومية للشعب اليهودي .
وإن التعاون بين ألمانيا الجديدة وبين عبرانيةشعبية متجددة ممكن ، كما أن إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية شمولية ، ومرتبط بمعاداة مع الدولة الألمانية ، ستكون في مصلحة الحفاظ على نفوذ ألماني مستقبلي في الشرق الأوسط وتقويته ، وانطلاقاً من هذه الطموحات القومية المذكورة والخاصة بحركة الحرية الإسرائيلية من جانب الرايخ الثالث ( هتلر ) تعرض أن تشارك بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا .
والغريب أن ( شتيرن ) ويشاركهآخرون يشعرون بأن الصهاينة هم الذين خانوا المحور وليس العكس ، ويوم أن قام ( هتلر ) بإغلاق النوادي اليهودية ومصادرة صحفها استثنى الصحف الصهيونية ، حيث استمرت على الكتابة والنشر ، وبعد الحرب العالمية الثانية أدرك اليهود أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا فتوجهوا إلى هناك ، رامين بثقلهم المالي والإعلامي والتنظيمي .


0 التعليقات:

إرسال تعليق